لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الاستشارات الاجتماعية » قضايا بنات » البنات ومشكلات الأسرة

10 - ربيع الآخر - 1429 هـ:: 17 - ابريل - 2008

والدي يحطم طموحي!

السائلة:أمون

الإستشارة:موسى الزمام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ولله الحمد أنا متفائلة جدا.. وإيماني بالله عز وجل قوي وفوق كل شيء لكن مشكلتي أن البيئة التي حولي لا تساعدني على الإنجاز.. فأنا أحب الإنجاز.. ولله الحمد أملك قدرة أدبية في الكتابة.. حب للحاسب والنت والدعوة وأملك نفسا تواقة للأفضل.. أعيش دائما لتحقيق أهدافي و تطوير نفسي وتحقيق الخير، أحب الاستماع للمحاضرات الدينية.. وأحب الكتب والأشرطة وأحب أن أناصح غيري، وأحب أن أقدم كل ما لدي بإخلاص وتفان لكن للأسف..
مع الأيام تزيد المشاكل.. أصبر وأصبر و أصبر لكن ألاحظ على نفسي العصبية الزائدة والحمقية خاصة مع الأطفال، أنا أحب الأطفال وأرحمهم كثيرا و أنا مشهورة في هذا الأمر، لكن الآن بدأت أنزعج من نفسي.. وزيادة على ذلك لدي أب متسلط وشديد الحرارة لا يصبر والأوامر يجب أن تطبق سريعا، شديد على والدتي وأهم ما عليه الترتيب والنظام بالبيت، والخصوصية في البيت هو من يملكها بمعنى لماذا دولاب الأحذية في الغرفة لابد وأن يكون في الملحق مثل الأولاد أحذيتهم في الملحق، أنا عادي لكن أخواتي لا يريدون ذلك.
أشعر أنه يضغط علينا بمثل هذه الأمور على العشاء والغداء، وأحيانا لا أجلس إذا كان يأكل وفيه أخواني أو حتى لوحده أشعر بضيق وعدم راحة في الأكل فأفضل الأكل لوحدي أو مع من أرتاح لهم لأنه دائما يعيد أسطوانة الأوامر والشجار مع أخواني عن الصلاة ودائما على هذا الموال ويأخذنا واحدا واحدا.
أنا أرى أن والدي تعامله معنا سيء جدا، ويا ليت تعامله مع الناس يكون معنا
لكن الحمد لله..
سؤالي: أنا بدأت أتأثر بطريقة غير مباشرة فكيف أحمي نفسي من تأثير أسلوب الوالد علي؟؟
دائما ما أستمع في المحاضرات أن على الوالد أن يفعل كذا وأن يفعل كذا؟؟ لكن الأبناء ماذا يفعلون إذا كان آباؤهم هكذا؟؟؟ دائما أفكر ماذا أفعل..؟ وكيف السبيل لأجنب نفسي من أن أتأثر نفسيا ودراسيا مع أني في آخر سنة وإلى الآن يحطمني ويعيد علي الوالد أسطوانة أين ستجدين وظيفة من هذا القسم؟ وأنا مقتنعة تماما بالقسم ومرتاحة جدا ومن الممكن أن أستفيد من قسمي لنفسي ولحياتي القادمة إن تزوجت ولأولادي وأنا لا أهتم كثيرا بالزواج وهكذا مع أني ألاحظ على نفسي أنني بدأت أشعر بالرغبة في الزواج مؤخرا والسبب اكتشفته أنه كان بسبب القلق والتوتر الذي يخلقه والدي في المنزل، فهو يظن أن هذا هو المعني الصحيح للتربية بالشجار والضرب خاصة ضرب الأطفال أحيانا، مع أن والدي خريج لغة عربية والآن هو متقاعد ومتفرغ ولو أناصحه لأكمل لي الحديث..
أحيانا أشعر أنه يحتقر ما أقوله ولا يحب أن يبين لي أنه أقتنع وأخذ بالنصيحة، أستخدم هذا الأسلوب لكن أخشى على نفسي الحبيبة من الانهيار والانحراف بعد كل هذا الصبر ألاحظ عليه الاستجواب أحيانا في مسألة الأغاني لكن يستجيب وهو مكره على ذلك.. أحس بالقهر فالكل يقول لي ضعف جسمك... نحفتي.. راح نصفك.. لكن لم أشعر بالنحف.
هو يعلم أنني نحفت لكنه يقول إذا رآني أتعبتك الدراسة وأرى منه الرحمة، فهو يرحمني إذا رآني متعبة من التهاب اللوزتين التي دائما تلتهب علي والتي أفسرها أنا أنها من قلة البكاء وأني أبتلع الحسرات والآهات عند أي موقف يؤثر علي منه أو من إخوتي..
عموما اجتمع كل شيء من مشاكل ودراسة وهم الموقع الذي به أطمح للتميز لكن.. الآن أراقب نفسي، فبدأت أشعر أنني أعزل نفسي تدريجيا عن أهلي وذلك لانشغالي بأحد المواقع حيث أني أعمل فيها ووجدت أناس تقدر الناس المخلصين في العمل.. المحبين لمن يحبهم ووجدت منهم الاحترام والتقدير، الموقع موثوق به ولله الحمد وأفخر بالعمل فيه لكن أجد نفسي بعد تقديرهم لي أنني لم أستطع تقديم ما لدي، فأشعر بالخجل وأشعر بأن هناك مشاعر جديدة ستواجهني بعد أي عمل أقدمه الشكر والثناء منهم فأتعب كثير وأتكلف كأنني مقيدة خاصة أن حاسباتنا اثنان ومشتركة بيننا وبين أخواتي، وكانت هناك مشكلة حيث أنه منعنا من أن نعمل على الأجهزة عندما يكون هناك أحد نائم، فأصبحت لا أعمل فأخرجت جهازا واحدا لي طبعا بعد إذن الوالد إلى غرفة أخرى، وهذه الغرفة لا يوجد فيها جهاز تكييف لكنني راضية ما دمت أعمل وأقدم وأنمي مواهبي وأطور من نفسي لأن تحطيم الوالد أثر فيني..
فماذا أفعل لأتجنب التحطيم خاصة أنني الآن مشتركة في خدمة تنمية لتطوير الذات في جوالي وهي التي تعينني بعد الله عز وجل في رسائلها القيمة على المزيد من التفاؤل والإقدام وتوازن الأفكار.
الآن.. أنا أرى نفسي مشتتة ووقتي غير منظم وأموري مبعثرة وأولويات أهلي تطغى على أولوياتي.
تعبت نفسيا فأشعر بآلام في معدتي وأذكر أن أخي قال لي: احتمال أن يكون لديك قولون عصبي وهو طبيب امتياز وحاولت أن أجعل لنفسي جهازا خاصا بي لكن بما أن والدي لا يصرف علينا إلا بالأكل وبدأ يقل تدريجيا أحيانا وأحيانا أخرى حيث كان هناك زواج أولاد خالتي واحتاجت أنا وأمي وأختي فصرفت أموال الحاسب بعد أن اكتملت وقاربت على الشراء وقاربت أن أكون لنفسي خصوصية فأعطيت أمي ولي ولأختي تكاليف الزواج.
لن أندم لكني أخشى أن تأتي الآن مشاكل تجعلني أندم، فأريد أن أحمي نفسي من الندم والتراجع.
أنا دائما مترددة خاصة بالعمل في الموقع، ولو أقول كلمة فإني أعمل لها مليون حساب فأود أن أكون طبيعية، ساعدوني أرشدوني.. تعبت مليت وهذا غير المشاكل التي تحدث مع أخي نتيجة تسلطه وسيطرته على أحد الأجهزة مع أنه متزوج وله حاسب محمول لكنه يسكن عندنا وذلك الجهاز لا يزال مقفلا بكلمة سرية منه ومن الأخ الأصغر، وقد يكون هذا من تأثير تربية والدي عليه لكن أنا الضحية على الشجار والمشاكل.
أرشدوني وبارك الله فيكم فأنا أريد أن أحافظ على مكانتي في الموقع وألا أخسرهم وأخسر ثقتهم بي وألا أخسر شخصيتي وأريد أن أكون جدير بها، وشكرا..

الإجابة

الأخت الفاضل أمون
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته..
يبدو أنك تفكرين كثيرا و تركزين على المشاكل الاجتماعية و صرت حساسة جدا أنا لا أهون من مشكلة أو أسهلها بقدر ما أقول أن الإنسان يحاول أن يتكيف مع الظروف التي حوله بقدر ما يستطيع فالمشاكل بشكل عام تحل بطريقتين لا ثالث لهما الأول هو الحل العملي أو السلوكي بمعنى إذا تعطلت السيارة مثلا أصلحناها والحل الآخر الطريقة الثانية لحل المشكلات هي الحل الانفعالي بعني أن نتكيف مع الظروف المحيطة و نحاول إيجاد الأساليب المناسبة للتعامل مع الظروف المزعجة و نحاول أن نستمتع بالمتاح و لا نفر بما ليس لدينا أو غير متاح.
عززي ثقة الآخرين فيك وحاولي أن تتعرفي على مفاتيح والدك و إخوانك و سوف يكون مطيعين لك فلكل إنسان مهما كان مفتاحه الخاص فإذا عرفت مفتاح الشخص ملكتيه خذي الأمور بهدوء و ببساطة و سعة صدر واعتبري أن هذا طبع والدك و تقبليه كما هو، تكلمي عن معاناتك مع إخوتك بأسلوب ساخر و ضاحك من غير شكوى ولا حزن.
و فقنا الله وإياك لما يحب و يرضى ويسر لنا و لك الخير و أعاننا علية.