لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الاستشارات الاجتماعية » قضايا الخطبة

09 - شوال - 1429 هـ:: 10 - اكتوبر - 2008

قررت الزواج من رجل لا أعرفه!

السائلة:rhizlan l

الإستشارة:أسماء أحمد أبو سيف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..أرجو من الله أن يجعلكم سبباً في هدايتي إلى فهم قدري ..لا أدري هل حكايتي بدأت أم انتهت عندما قررت الزواج من شخص لا أعرف عنه شيئا سوى أنه يريد زواج .. لم أعر أي من صفاته الاهتمام، وكل هذا لأنتقم لكرامتي التي جرحت بسبب الخيانة وأيضاً لأسعد والدي اللذان لم يفرحا بعد بأبنائهم مع أنني الوسطى.. أحس في كثير من الأحيان أن طموحي يقتلني.. لم انتبه إلا بسماع انتقادات المقربين بأننا نختلف من كل النواحي اجتماعيا وثقافيا وجسديا.. مع العلم أنه على خلق، وأنا مازلت لم أجتمع معه في منزل واحد بسبب ظرف عمله. مشكلتي أني خائفة أن أكون قد اخترت دمار حياتي بيدي فزوجي لا يهاتفني كثيرا وحتى أنه لم يساهم في نفقتي منذ شهور.. أعينوني يعنكم الله

الإجابة

الأخت الفاضلة حفظك الله تعالى..وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.. أشكر لك ثقتك بالموقع وأرجو الله تعالى أن يفرج كربك ويزيل همك.. بداية يا عزيزتي أقدر حجم الألم الذي تمر فيه فتاة في حساسيتك حين تقع في تجربة تجرحها وتسبب لها ألما لا ينسى بسهولة حين تضطر بعدها أن تتخذ قرارات تحاول من خلالها الخروج من الأزمة.. ولكن ينبغي أن ننتبه أن نكون حكماء في خياراتنا المصيرية ولا ندع ذلك مرهونا بدوافع مرتبطة بهروب من الماضي أو الخروج من وضع أليم مررنا به..إن التجارب الأليمة يجب أن تدفعنا إلى المزيد من الحكمة والتروي حتى لا نقع في المزيد من الألم مستقبلا.. وهنا اسمحي لي أن أقول لك أنك لم تتروي حين قررت الارتباط بشخص بعيد عنك لا تعلمي عنه شيئا يذكر ولا يوجد ألفة ومحبة ومودة كافية بينك وبينه ورغم البعد بينك وبينه إلا أنه لا يوجد فوق ذلك صلة بالهاتف كافية للتعارف والتواد.. أنت تعلمين أنه يوجد أشخاص يتعلقون ببعضهم عن طريق النت وهم لم يلتقيا ولا يوجد بينهما عقد شرعي فمن باب أولى أن يوجد بينكما مكالمات تزيد المحبة واللهفة والألفة والتعارف وحتى الكلام الغرامي ما دمتما زوجين شرعيين فهذا أولى أن يؤدم بينكما ويزيد المحبة واستغرب هذا البعد بينكما إلى هذا الحد؟؟ إنني أدعوك أختي وابنتي أن تتروي قبل الدخول ومن حقك أن تكون لديك فترة تآلف بينكما فالعقد لا يكفي لإيجاب الدخول مباشرة بدون تآلف كافي لأن الألم الذي قد يحدث بسبب أي فشل لاحق سيصعب أصلاحه خاصة إذا أنجبتم أولادا وحتى لو لم يكن هناك أولاد فسيترك جرحا أعمق من الأول.. وبناء على هذا الكلام إليك مقترحاتنا للخروج من حالة الحيرة التي تعانين منها.. أولا: أن تكوني صريحة مع زوجك حول مخاوفك ومشاعرك وما تتخوفين منه بكل وضوح وأن تسأليه عن كل ما يجول ببالك من شكوك حول مشاعره حيالك وأن تتعرفي على أفكاره وخططه للأسرة التي تحلمان بها وألا تتخلي عن حلمك ببناء أسرة حقيقية قوية وسعيدة تعيش معا لآخر العمر بلا مخاوف ولا شكوك بالنجاح والاستمرار.ثانيا : لا تدعي أي تجربة سابقة تؤثر على قراراتك بل يجب أن تدفعك إلى المزيد من الحرص والعناية على اختيار الشخص المناسب وإلا فانتظري الشخص المناسب مهما كان الثمن ومهما تعرضت للنقد بأي اتجاه لأن الألم الذي يحصل من الفشل لا يحتمله أحد غيرك وأنت وحدك من سيعاني من آثار التجارب الأليمة إذا حصلت.ثالثا: استفيدي من نصائح أهلك وأقاربك وانتقاداتهم لتحسين خياراتك واستمعي لهم ولكن لا تستشيري إلا الحكماء والذين يحبون لك الخير ويدعمونك ولا يزيدون شعورك بالفشل لذلك احصري استشارات بأشخاص محددين يحبون لك الخير ولا تستشيري أي شخص هكذا بلا روية لأن بعض الأشخاص يهدمون الآمال بانتقاداتهم ولا يراعون احتياجات الآخرين فكوني حريصة رعاك الله لمن تلجئين.رابعا: إن كون الزوج لا يتصل بك كثيرا فذلك لا يعني أنه لا يحبك فقد تكون هذه طريقته في التعبير عن الحب وعليك أنت أن تعلميه بطريقة غير مباشرة أو مباشرة أحيانا كيف يحبك فقد تكوني أنت لا تعبرين أصلا عن مشاعرك وهو لا يعبر فإذن كيف ستعرفان ما يجول بينكما من أحاسيس مشتركة؟؟ قد يكون بينكما أشياء جميلة كثيرة ومشتركة لكن لم تتح لها الفرصة لتظهر أو تقوى وهنا ينبغي أن يكون قريبا منك في مدينتك يمكث فترة كافية لتتعارفا أكثر أو أن تتحدثا كثيرا عبر الهاتف أو النت لتزداد الألفة والمحبة والشوق واللهفة وتتبادلا الصور والرسائل والهدايا وأن تقومان معا بفرش وتحضير بيت الزوجية والاستعداد للزفاف.ابنتي وأختي.. الحياة الزوجية ليست أمرا هينا لنضحي به ونجرب فافعلي كل ما في وسعك لتكون حياتك أفضل وأنجح وأسعد وأرمي ماضيك الأليم وراءك ولا تدعيه يؤثر على سعادتك القادمة ولا تتزوجي حتى تتأكدي أنه الشخص المناسب ولا تدعي مجالا لتدخل الآخرين في حياتك وتسييرها وإضعافها واحتفظي بخصوصياتك ولا تستشيري إلا الأمناء عليك. وأخيرا فيما يخص نفقته عليك فيجب أن تتأكدي أن سبب عدم نفقته ليس البخل لأن البخل أبو المصائب الزوجية يمحق الحب ويدمر المودة لكن أسالي نفسك هل هناك اتفاق مسبق على أن ينفق عليك؟ هل هو قادر ماليا على نفقاتك؟ هل صارحتِه بذلك أم تنتظري أن يعرف وحده وقد يكون جاهلا ؟؟ صارحيه بكل تساؤلاتك ولا تدعي هذه الحيرة والشكوك تسيطر عليك وتسبب لك ولأهلك كل هذا القلق واحسمي أمورك من الآن ولا تدعي شيئا للاحتمالات..بارك الله لك في حياتك وأتمنى لك التوفيق والسعادة والحياة الطيبة يا أختنا الطيبة وأهلا بك دوما في موقعنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..