لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الأسئلة الشرعية » العبادات » النذر

18 - ذو القعدة - 1424 هـ:: 11 - يناير - 2004

النذر مكروه.. والوفاء به واجب!

السائلة:hayat

الإستشارة:محمد بن عبد العزيز بن إبراهيم الفائز

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لقد سألتني إحدى الزميلات أنها فعلت منكراً ولقد تابت منه، وكان النذر صيام مئة يومٍٍ عن تلك المعصية. ثم إنها قد عادت إليه أكثر من مرة، فتقول الآن وهي تائبة:
كيف تستطيع قضاء كل هذه الأيام؟ وهل لها أي مكفر آخر؟
وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابة

ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه نهى عن النذر، وقال: "إنه لا يأتي بخير، وإنما يستخرج به من البخيل".
ولذا فيكره للإنسان أن ينذر؛ لأنه يلزم نفسه أمراً لم يأمر به الله تعالى، ولكن إذا نذر العبد المؤمن وجب عليه الوفاء بنذره، قال تعالى: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا}. وفي حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعاً: "من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه" (أخرجه البخاري).

وزميلتك هذه إذا كانت وقعت في المعصية عدة مرات، فإن يكفيها إن شاء الله أن تصوم مئة يوم مرة، ولا يلزمها عن كل مرة اقترفت فيها المعصية أن تصوم لها مئة يوم، إلا إن كانت قد صامت مرة لوقوعها في هذه المعصية، ثم وقعت فيها أخرى بعد الصيام وجب عليها صيام جديد.
ثم إنَّه لا يجوز لها حين الوقوع في المعصية أن تؤخر الصيام؛ لظنها أنها ستقع فيها مرة أخرى، فتقول: أقع فيها أكثر من مرة ثم أصوم مرة واحدة؛ لأنَّ الوفاء بالنذر واجب على الفور، ولو ماتت ولو تصم، وكان قبل موتها لديها سعة من الوقت، فأخرت الصيام بلا عذر، كان هذا الصيام متعلقاً بذمتها.

وليس هناك مكفر آخر غير إنفاذ النذر، إلا في حالة العجز عنه لمرض وعاهة وكبر سن ونحوه، فحينئذٍ تكفر عنه كفارة يمين؛ لحديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كفارة النذر كفارة يمين" (أخرجه مسلم).
ولا يلزمها صيام هذه المئة يوم متتابعة إلا إن كانت ذكرت ذلك في نذرها فيلزمها، ولا يقطع التتابع ـ إن كانت ذكرته ـ العذر الشرعي من حيض ومرض ونحوه، وأما السفر فمحلّ نزاع بين العلماء.

أسأل الله أن يطهر قلبك وزميلتك من كل معصية لله، وأن يوفقكما للثبات على الحق والاستقامة على الخير.. وجميع أخواتنا المسلمات.. إنَّه سميع مجيب.