لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الإستشارات التربوية

12 - شعبان - 1432 هـ:: 14 - يوليو - 2011

هل نقوم بفتح عقول أطفالنا على الحياة لكي نحميهم من الفتن؟

السائلة:سارة م ع

الإستشارة:فاطمة بنت موسى العبدالله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لدى أخي 3 بنات وولد الابنة الكبرى تبلغ من العمر10 سنوات والوسطى 8 سنوات والصغرى 3 سنوات والابن 5 سنوات
أود معرفة طريقة تربيتهم التربية الصحيحة خاصةً وأننا في زمن تكثر فيه الفتن والمغريات، أخي وزوجتة وأبنائه يعيشون معنا ونحن مشتركون في طريقة تربيتهم، فما هي طريقة التربية الصحيحة بالذات للكبرى والوسطى
هل نقوم بفتح عقولهم على الحياة بشكل واسع ونفهمهم أشياء دقيقة مثل أن نفهمهم ماهو البلوغ وماذا يحدث ويجب أن تحافظ الفتاة على بكارتها وأن هناك من قد يتعرض للفتاة بطريقة جنسية ونخبرهم ما هو الاتصال الجنسي ونخبرهم بمعنى الآية القرآنية ( الزانية والزاني...) والآية ( ويسألونك عن المحيض...) مع العلم أننا في مجتمع محافظ حتى في الصفوف الدراسية محافظ، لكن هل نقول لابد أن أفتح عقولهم حتى أجعلهم كفتاة كبيرة بالغة عاقلة تفهم كل شيء يدور حولها احتياط حتى لا نجد فتاة منفتحة في صفوفهم الدراسية وتجرهم للرذييلة.! أم أن هناك تثقيف في الحدود المعقول.؟ أم نترك هذه المهمة للمناهج الدراسية فما هو موجود في المناهج الدراسية سوف يدرسونة ونكتفي بذلك..؟
هل ما نقوله أمامهم على والديهم من تعليقات محرجة مثل قولي إنه لا يستطيع التخلي عنك إنها لا تستطيع النوم في الليل من دونه وهكذا..؟!! شيء عادي أم أن هذه أشياء تثير الشهوة لديهم وتجعلهم يتمنون الزواج لكي يفهمون لماذا نقول هذا الكلام..!! مع العلم أنني لا أضمن زواجهم في سن مبكرة.!! أم أننا نكتفي بجعل العلاقة بين الأم والأب علاقة حميمية أمامهم دون مشاكل بدلا من هذا الكلام..!! وهل تعليقنا أيضا عليهم عندما يجتمع أولاد وبنات ويبدؤن التصرف بعفوية مع بعض فنقول إن هذه الفتاة تحب ذلك الولد ونقول يا ولد انتبه لهذه الفتاة أنها زوجتك في المستقبل لا تدع الأطفال يؤذونها،، وهكذا..!!
أفيدوني جزاكم الله خيرا فقد امتلأ رأسي بمثل هذا الكلام من قريباتي بقولهم لابد أن تفتحي عقولهم لكي لا يذهبن إلى صديقاتهن ويفتحن عقولهن بشكل منحرف..!!
مع العلم أن تربيتي أنا وأخواتي أبدا لم تكن كذلك فلم تفتح أمي عقولنا وعندما وجدنا صديقات لديهن هذه المعلومات أنكرنا عليهن ولم نستمع لكلامهن وابتعدنا عنهن لأن أمي قوة الوازع الديني والاخلاقي لدينا فكفانا ذلك والحمد لله لم ننحرف..!!
وجزاكم الله خير الجزاء..

الإجابة

و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله يا (سارة) كم أسعدتنا رسالتك والتي أظهرت حبك للخير والحرص عليه ... فأسعد الله قلبا ينبض بالخير لمن حوله ..
غاليتي: سألتنا في رسالتك عن كيفية التربية الجنسية الصحيحة ... لبنات أخيك ووضحت لنا أنك أيضا تشاركين والديهما في التربية
غاليتي: إن الأسلوب النبوي في التربية دائما .. يعتمد على غرس العقيدة ومراقبة الله في القلوب فمتى ما كان الأساس الديني قويا ...حمل صاحبه وإن كان صغيرا بتوفيق الله على مراقبة الله وبالتالي العمل لما يحبه الله ويرضاه ..
ومما نشير عليك به بل لكل مربي في طريق التربية:
• التدرج في التربية ... فليس سليما أن يتحدث المربي بما لا يعقله طفل دفعة واحدة إنما يعطيه المعلومات على دفعات مراعاة لسنه ولنفسيته..
• فتح باب الحوار بين المربي والمتربي عند طرح موضوع ما والإجابة على مايدور بذهنه وعدم الهروب من الإجابة على أسئلته وعلى قدر المطلوب فقط مراعيا سن المتربي والتدرج كما ذكرت لك سابقا..
• أن يتحدث ويطرح تلك المواضيع المربي الأكثر إقناعا وقربا إلى المتربي فإن كانت الأم فهي أولى بفتح ذلك من غيرها وإن لم تكن قادرة لسبب ما فالأقرب ثم الأقرب ..
• مما أشير به هنا لكل مربي باحثا عن الطريق الصحيح الكتب التالية:(كتاب التربية النبوية للطفل المسلم للمؤلف محمد نور سويد – وكتاب التربية الجنسية للمؤلف عدنان باحارث – وكتاب ما لا نعلمه لأولادنا ألف باء الحب والجنس للمؤلفة ليلى الأحدب )
• تحري أوقات الإجابة بالدعاء بصلاح الذرية والتوفيق والسداد في التربية فالدعاء أمره عظيم في حياة الفرد المسلم وسعادته في الدنيا والآخرة ..
وبالنسبة لما ذكرتيه من التعليقات على والديهم أو عند اجتماع الأولاد والبنات الصغار ..أرى أنه ليس من سلوك المربي الصحيح .. فلربما كلمات لم يدرك المربي خطورتها تحدث في عقل الصغير التأثير ..فكم من شاب سمعنا به تعلق منذ الصغر بفتاة من أقاربه بسبب تلك الكلمات (أنها زوجتك في المستقبل لا تدع الأطفال يؤذونها) ودارت الأيام وتغير الحال وبقيت في مخيلته تلك الفتاة لكن العقبات وقفت أمامه حائلا دون تحقيق الحلم فمن المسؤول !! وكم من صغير علقت في ذاكرته بعض الألفاظ من الكبار .. فذهب يبحث ويتطلع عن تلك الألفاظ ومعانيها ومقاصدها..عبر الأصدقاء وصفحات النت.... فانحرف سلوكه!! إذن لنكن قدوة بما تحمله الكلمة من معنى في الأقوال والأعمال أمام الصغار ...قدوتنا في ذلك سيرة خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام ننعم بالسعادة والأمان ..
جعلكم الله النموذج المشرق للأسرة المسلمة وحفظكم وذرياتكم من كل سوء سعدنا برسالتك ويسعدنا دوما تواصلك..