لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الاستشارات الاجتماعية » قضايا الخطبة

08 - صفر - 1433 هـ:: 03 - يناير - 2012

أفكر في رفضه لأن هناك جوانب مختلفة في شخصيتنا!

السائلة:مها د

الإستشارة:محمد صادق بن محمد القردلي

السلام عليكم ورحمة الله..
أنا فتاة عمري 38 سنة لم يسبق لي الزواج, سبق وأن خطبت من أحد أفراد العائلة وفسخ الخطبة ولم ندر لحد الآن بالسبب! مع أنني كنت مقتنعة تماما بهذا الشخص وهو كذلك ولكن بعد فترة من الزمن فسخ الخطبة, مر على هذا الحدث 12 سنة ومنذ ذلك الحين وكلما تعرفت على شباب وأراد الزواج مني يأتي سبب ما فيذهب (هذا بعد صلاتي للاستخارة).
المهم, حاليا تعرفت على شخص يكبرني ب11 سنة وهو على خلق ودين ولله الحمد غير أن الجانب المادي يمنعه من التقدم لي رسميا وقد ساعده أحد أفراد أسرته في إنشاء مشروع متواضع كي يستأنف حياته, المشكلة أنه يحكي لي بأن هناك إحدى النساء تعمل السحر الذي يوقف أمامه أي شيء يريد أن يقدم عليه, وقال لي بأنه ذهب عند شيخ وعمل الرقية الشرعية وأخبره هذا الشيخ بأنه معمول له سحر التعطيل !
والآن أنتظر قدومه لخطبتي ولكن الأمر متأخر! ونحن تعارفنا من 4 أشهر, وخلال هذه الأيام تقدم لي شخص أنا أكبره ب 9 سنوات وأقل مني تعليميا وأمي تشجعني بالرغم من فارق السن ولكني لم أحبذ الأمر وهممت بصلاة الاستخارة والآن أفكر في رفض طلبه نظرا لأن هناك جوانب مختلفة في شخصيتنا. ما رأيكم في هذا ؟ وجزاكم الله خيرا كثيرا.

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله..
أمر الخطبة في طريقك بات ـ مع شديد تأثري وألمي ـ لافتاً مؤثراً ومحرجاً نفسياً وعمرياً، لكن ما تملكينه من صبر وحكمة وقوة إيمان بقدر الله جلّ وعلا سيجعلك قادرة على تقبل هذا الأمر متفائلة متحررة من قيود اليأس وكلك أمل ورجاء، وستحين بإذن الله عزّ وجل لحظة التوافق وتتم الخطبة المنتظرة وينجلي الكرب وتحلّ الفرحة بخطبة ناجحة متأكدة، فإنّ الله العلي القدير لن يضيعك وسيجعل لك من أمرك رشداً، لأننا جميعاً نملك إيماناً راسخاً بأنه لن يجتمع عسران اثنان بإذنه تعالى، وإن مع العسر يسراً وعسى أن يجعل لك ربك من هذا الأمر مخرجاً فتفاجئي بعودة الرجل الثاني ذي الدين والخلق، وقد تغلَّب على أوهام السحر والشعوذة لكونهما من الكبائر، مستلهماً معنى راقياً صادقاً من حديث الصادق الصدوق، عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يدخلون الجنة، مدمن الخمر وقاطع الرحم ومصدق بالسحر" (رواه أحمد وابن حبان).
ولم لا تكون المبادرة منك أنت مستعينة بأحد الأحبة الثقات ممّن تثقين بهم من أقربائه أو أصدقائه ليكون وسيلة تواصل ورابط خير وعامل إقناع، لا سيما أنه يتمتع بخلق ودين، خصوصاً أنّ الأشهر الأربعة هي قصيرة ومحدودة وغير كافية لتمكنه من اتخاذ قرار جديد أو الارتباط بأخرى، إذ يحسن طرق الحديد وهو حام.. وليس عيباً أن يخطب أحد الوالدين لابنته الرجل الصالح الملتزم ذا الدين والخلق ـ دون اعتبار لماله وممتلكاته، قوله صلى الله عليه وسلم: "من جاءكم ترضون دينه فزوجوه، فإن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض".
لكن لو تعذرت الاستجابة ـ افتراضاً ـ بموجب طارئ ما يتجاوزه ـ لا قدر الله ـ يحسن عندئذ التفكير في أمر الشاب الآخر رغم فارق السن، لكن شرط أن يكون ملتزماً متديناً مشهوداً له بالصلاح وذا خلق ودين ويجمع بينكما توافق اجتماعي وثقافي، إذا أحبك أكرمك وإذا كره منك سلوكاً أو تصرفاً غضّ النظر وأقبل عليك بإحسان واحترام.
أدعوك أختي الصابرة إلى الآتي:
ـ الاستعانة بالله جلّ وعلا دعاءً وذكراً وحمداً واستغفاراً، متضرعة متوسلة رافعة عينيك إلى السماء قائلة: يا حيّ يا قيوم بك أستغيث فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله، وباسطة كفيك بالضراعة، ملحّة موقنة بالإجابة، خصوصاً في جوف الليل والثلث الأخير منه.. إنه سميع مجيب الدعاء.
ـ الاستمرار في الاستخارة مثلما بدأت بنفس مقبلة واثقة.
ـ التمسك بالصبر والتوكل على الله عزّ وجل خير التوكل، والإيمان بأنه هو القادر المقتدر الرزاق الوهاب يهيئ أمر الزواج لمن يشاء في الوقت الذي يشاء.
ـ التأكد من قرار الرجل الملتزم في شأن خطبتك ومحاولة معرفة حقيقة أمره مستعينة بمن يمتلك القدرة على إقناعه بضرورة التقدم لخطبتك سيما أنك تحسين بارتياح إزاءه.
ـ أياً كان الشاب المتقدم لخطبتك ينبغي استخدام معيار الدين والصلاح ضمن محكات الاختيار، عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: "من ترضون دينه فزوجوه" وعدم اعتماد فارق السن القول الفصل في اتخاذ القرار، مراعاة للمرحلة العمرية التي تمرين بها.اسأل الله جلّ وعلا أن يوفقك إلى الاختيار الأفضل، وأن يهبك الزوج الصالح الذي يسعدك وتقرّ به عينك.. اللهم آمين.