لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الاستشارات الاجتماعية » قضايا الخطبة

15 - صفر - 1433 هـ:: 10 - يناير - 2012

تقدم لخطبتي رجل محترم لكنه ضد الثورة المصرية!

السائلة:شيماء

الإستشارة:عصام حسين ضاهر

السلام عليكم..
أرجو سرعة الرد على استشارتي لكي أستطيع أخذ القرار السليم تقدم لخطبتي رجل محترم ومناسب لي ولكن بالحديث معه اكتشفت أنه ضد الثورة المصرية وأنه يحب الرئيس السابق ويرى أنه لم يفعل شيئا خطأ وأنا من الثوار حيث كنت أنزل في المظاهرات وأرى أن ثورة 25 يناير هي ثورة الكرامة فماذا أفعل؟ هل أقبله؟ وهل يعتبر هذا اختلافا جذريا بيننا.

الإجابة

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أفضل رسل الله النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم وبعد .
وعليكم السلام ورحمة الله..
جميل أن يختار الإنسان شريك حياته مراعيا في ذلك حتى الاهتمامات والاعتقادات، وأشكرك ابنتي الكريمة على هذا الوعي والنضج الذي وصلت إليهما، ومدى حبك لوطنك.
لقد شرع الله عز وجل، وجعل له أسسا وقواعد عليها يتم اختيار الزوج والزوجة، ولقد بين لنا النبي – صلى الله عليه وسلم– كيفية اختيار الزوج والشروط اللازم توافرها في الحديث الشريف عندما قال – صلى الله عليه وسلم – " إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه، فأنكحوه، ألا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" [ رواه الحاكم في المستدرك ] .
وسئل أبو الدرداء ( رضي الله عنه ) : لمن أزوج ابنتي؟ قال : لمن ترضى دينه وخلقه فإن أحبها أكرمها وإن بغضها لم يهنها ".
والإيمان بالثورة المصرية ليست من الشروط التي وضعها النبي – صلى الله عليه وسلم – وهي ليست مقياسا نقيس عليه أخلاق الرجال لأمر بسيط جدا وهو أن بعض الشعب المصري كان عنده نوع من الجهل السياسي بما يحدث في مصر من الفئة التي كانت تحكم مصر، فقد كانوا مغيبين سياسيا، والبعض الآخر كان لا يتوقع كمية الفساد الرهيبة والسرقة والنهب الذي كان يحدث لمصر ولشعبها من جانب الحاكم وحاشيته.
لذلك عليك أن تلتمسي العذر لهذا الشخص، وتقومي بمساعدته كي يفهم ما يحدث حوله وكيف كان الشعب المصري يعيش فترة احتلال داخلية من قبل حاكميه.
لذلك عليك بالموافقة على هذا الخطيب طالما توفر فيه الدين والخلق، أما بالنسبة للثورة فهذه مهمتك أنت، بأن تقومي بتوعية هذا الشخص بما كان يقوم به النظام الفاسد وكيف أنه كان يحتل مصر ويجعل دورها مهمشا إقليميا ودوليا، ومدى السرقة والفساد الذي كان يحدث في عهد النظام البائد.
كما عليك بالدعاء له بأن ينير الله بصيرته وأن يريه الحق حقا ويرزقه اتباعه، ويريه الباطل باطلا ويرزقه اجتنابه.
وفقك الله لما يحبه ويرضى ويجعل عملك في ميزان حسناتك يوم القيامة.
وفقك الله تعالى لما يحبه ويرضاه.