لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الاستشارات النفسية » الاضطرابات النفسيه للراشدين

09 - ربيع أول - 1438 هـ:: 09 - ديسمبر - 2016

تلوّثت سمعتي فحاولت الانتحار !

السائلة:bissan

الإستشارة:ميرفت فرج رحيم

بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين أمّا بعد :
السلام عليكم ورحمة الله
أنا فتاة عمري عشرون سنة متعلّمة ومن أسرة ميسورة الحال ومتديّنة والحمد لله ، مقبولة الشكل في نظري لكن الجميع يخبرونني أنّي جميلة ، مشكلتي بدأت منذ دخولي المتوسّطة و قد تعرّفت إلى فتاة أخرى أكبر منّي قليلا ولم أكن أعرفها جيّدا ، فقد ظننت أنّها صديقتي و لكن قد تبيّن أنّها فتاة سيّئة و كثيرة المشاكل .. المشكلة أنّي من خلالها تعرّفت إلى شباب مثلها ولكنّي لم أكن أعرف أنّهم سيّئون ، تعرّفت إلى شابّ وكنت أتكلّم معه في ساحة المدرسة و لم أكن أعرف أنّي في علاقة معه ، فقد تكلّمت معه لكونه زميلي في القسم و قد كان يخبر الجميع أنّي حبيبته ، وعندما علمت بذلك لم أعد أكلّمه .. لكن المشكلة أنّه بعث صديقه إليّ باعتبار أنّه لا يعرفني و يحبّني و يخاف عليّ ، ومنذ أوّل مرّة رآني وقع في حبّي إلى غير ذلك من أحاديث الشبّان و دخلت معه في علاقة ....
و بعد مدّة عرفت أنّه صديق الشابّ الأوّل و أنّهما كانا يتسلّيان بي فأصبت بصدمة نفسيّة كيف أنّي كنت ضحيّة سهلة لهما وقد حاولت الانتحار مرارا خوفا من نظرة البلدة إليّ وخوفا من أهلى مع أنّي لم أقم بأيّ عمل مشين ولم أتجاوز حدودي ، ولكنّي خفت أن يعلم أهلي بالأمر ....
فقطعت كلّ اتّصالاتي بتلك المجموعة من الشبّان و الفتيات وركّزت على دراستي ...الحمد لله أنّي لم أقم بعمل مشين فقد كنت أتكلّم معهم فقط ودراستي والحمد لله لم أتراجع فيها بل زاد طموحي في التفوّق .....
و بعد مرور عامين صادقت فتيات أخريات وكنّ نعم الصديقات ومازلن حتّى الآن ....
وبعد مرور عام صادفت شابّا آخر ولكنّي لم أقم معه بأيّ علاقة و قد حاول كثيرا ولكنّي رفضت وقد أخبر الجميع أنّي على علاقة به و لكنّي كنت مصرّة على رأيي و رفضت أن أتّصل به و كان كثيرا ما يضايقني في الشارع ، انتشر الخبر أنّه يريدني فأصبت بصدمة أخرى لأنّي لم أفعل شيئا و ظلّ الناس مدّة يتكلّمون في الأمر أنّي فتاة سيّئة وكنت كثيرا ما أصاب بنوبات عصبيّة وأنهار فكنت أحرص على سمعتي و قد تلوّثت سمعتي فحاولت الانتحار .. و لكنّي نجوت و الحمد لله أنّي لم أمت لو متّ لدخلت النار ....
وبعد مرور عام تقريبا تعمّدت التعرّف إلى شابّ و التسلية معه ظنّا منّي أنّي أنتقم و لم أكن أعرف إذا كنت أنتقم من الناس أم من نفسي ...و انتشر الخبر ولكنّي عندما انتقلت إلى الثانويّة تركته .... و تركت كلّ شيء ورائي آملة أنّي سأنسى كلّ شيء .. كنت متفوّقة في دراستي و كلّ هذه الأمور لم تمنعني من التقدّم و التفوّق ...حاولت جاهدة أن أتخلّص من ماضيّ اللئيم لكنّي لم أستطع وظلّ يلاحقني حتّى الآن ....
تعرّفت إلى شابّ منذ مدّة ليست بالقليلة وهو ابن خالة صديقتي و يعرف كلّ شيء عنّي وقد رضي و أخبرني أنّه لا يوجد شخص لا يخطئ و قد تقدّم لخطبتي وقبلنا، ولكن الماضي مازال يلاحقني وفي كلّ مرّة تحدث مشكلة ويخبرني أنّ هناك من يأتيه بالأخبار ، وفي كلّ مرّة تحدث مشكلة تذكّرنا بالماضي علما أنّي لم أقم بأيّ شيء ينافي العقل أو الدين أو حتّى عادات المجتمع ولا يوجد من لا يخطئ ...

عمر المشكلة : ستّ سنوات

في اعتقادك ما هي أسباب المشكلة؟
كنت صغيرة و لم أجد من يوجّهني و يخبرني أنّه يوجد أشخاص سيّئون في المجتمع ... و لم أكن أعرف أنّ ما أفعل أمر سيؤذيني في المستقبل ... كنت غبيّة والله لم أكن أعرف أنّ هذه الأمور ستؤذيني .

في اعتقادك ما هي الأسباب التي أدّت إلى تفاقم المشكلة؟
الأمر الذي زاد الطين بلّة أنّي لم أتعلّم من أخطائي .

ما هي الإجراءات التي قمت بها لحلّ المشكلة؟
كنت غير مبالية بالناس ، لكن في كلّ مرّة تحدث فيها مشكلة أبكي كثيرا و أطلب من ربّي أن يهديني إلى الطريق الصواب ويسدّد خطاي .. وقد حاولت أن أعوّض ذلك بتفوّقي في دراستي و قد اجتزت شهادة البكالوريا مرّة و نجحت ولكن لم يعجبني المعدّل فأعدتها ثانية وحصلت على معدّل ممتاز وأنا الآن طالبة في علوم التمريض ....ولكن مهما فعلت الناس لا ينسون أبدا ..

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فتاتي العزيزة BISSAN
نعم لا أحد منّا لا يخطئ كما ذكرت ولكن علينا أن نعرف الخطأ حتّى لا تتضخّم المشاكل و أحيانا نقع في الأخطاء وذلك نتيجة لوجود الصحبة غير الآمنة وهو ما حدث لك فتاتي .
كلّ ما أنصحك به هو عدم جلد الذات والشعور بالذنب ولكن علينا ألاّ نقع في الخطإ ونكرّر التجربة مرّة أخرى .
كذلك الاستياء والعداوة تجاه من حولنا لا يؤدّيان إلى علاقات صحّية ولكن العكس .
اجعلي نفسك شخصا سويّا يعترف بالمشكلات ويواجهها بشجاعة لأنّ قانون عدم الاعتراف بالخطإ هو قانون الأشخاص المضطربين .
لا داعي للبكاء على اللبن المسكوب ولكن اجعلي نفسك شخصا جديدا لديه القدرة على مخاطرة الجروح للآخر ولكن بطريقة صحّية .
وباء العلاقات غير الصحّية لا تجعليه يسيطر عليك، حاولي مرّة أخرى مع خطيبك الحالي وصارحيه بما في قلبك وأنّه ليس من الجيّد أن يتحدّث مرارا وتكرارا عن الماضي، وأخبريه إذا لم يستطع نسيان ما حدث والبدء من جديد وأنّ العلاقة بينكما تكون بالقبول والتواصل الجيّد فلا داعي للمخاطرة فلابدّ من حلّ الصراع الداخلي والغفران .
أتمنّى لو تمكّنت من الذهاب إلى طبيب نفسي أو معالج نفسي والبدء بجلسات نفسيّة فقد تحتاجينها وتساعدك كثيرا للخروج من هذه الأزمة .
وفّقك الله إلى طريق الخير وأتمنّى لك كلّ الخير وأنتظر جديدك على موقعنا المتميّز .

( عزيزي الزائر: المستشار بحاجة إلى أن يعرف تقييمكم للإجابة.. فلا تبخلوا عليه بالتقييم الموجود في أعلى الإجابة على اليمين .. ولا تبخلوا على المستشير برسائلكم وتجاربكم فإن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه )