لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الاستشارات النفسية » الاضطرابات النفسيه للراشدين

06 - ربيع أول - 1439 هـ:: 25 - نوفمبر - 2017

أتمنّى الموت كلّ ثانية بسبب أبي وأمي!

السائلة:منه

الإستشارة:ميرفت فرج رحيم

السلام عليكم ..
أتمنّى الموت كلّ ثانية بسبب حياتي في البيت مع أمّي وأبي ...

نفسيّتي متعبة وكذلك إخوتي وخصوصا أخي الصغير وعمره تسع سنوات ...

حكايتي منذ زمان مع أب طيّب يحبّنا ويلبّي احتياجاتنا لكنّه خان أمّي وكان يضربها ويهينها ويسخر منها ولا يحترمها ويشرب الحشيش ...

طريقته سيّئة معنا جميعا ولا يتفاهم معنا ومع أمّي أبدا ..

المشكلة الكبرى أنّ أمّي متديّنة تصلّي وتصوم وحنونة ومتفاهمة لم تهتمّ بلباس ولا ب"ماكياج" ولا بالأغاني ولا بالخروج ..أنا وأختي أهمّ ما تملك ، لكن منذ ستّ سنوات تغيّرت مائة وثمانين درجة .. اللباس والماكياج والعطور والخروج ..كلّ هذا شغل تفكيرها إلى درجة أنّنا أنا وأختي أصبحنا لا نتحمّلها ..

عمر المشكلة
ستّ سنوات .

في اعتقادك ما هي أسباب المشكلة
منذ ستّ سنوات تعرّفت أمّي إلى أحد الرجال عن طريق الهاتف وظلّت تخرج معه وتكلّمه طوال الليل ، وعندما نكون أنا وأختي خارج المنزل تكلّمه أيضا .. من هنا حياتنا كلّها تغيّرت جذريّا .. حياتنا دمّرت .. أمّي كنت أراها بريئة وطيّبة ومتديّنة شفتها أصبحت تكذب وتحاور وتخون .. كانت تخونه جدّا ..أصبحت تلبس "البناطيل" وغيّرت لباسها وكلّ شيء .. صرت أسمعها تتكلّم أمامي وجوّالها يرنّ فتضحك ...

حاولت أن تنتحر مرّتين بسبب مشاكلي أنا وأختي معها ..

أخبرنا أبي منذ ثلاث سنوات فلم تتأسّف ولم تندم .. بالعكس تجبّرت وظلّت تتكلّم بمنتهى الجرأة .

تترك البيت و تبيت عند صاحبتها -عند خالتي- ...

في اعتقادك ما هي الأسباب التي أدّت إلى تفاقم المشكلة؟
بعد كلّ هذا أصبح أبي يتجاوز الأمر من أجل أن تمرّ حياتنا بدون مشاكل أخرى ..وكانت أمّي تكلّم هذا الرجل هاتفيّا من ورائنا وكنّا أنا وأختي نعرف ...

لم تتراجع عمّا فعلت ولم تحاول أن تصلح ما قامت به .. ولم تحاول أن تعوّضنا أنا وإخوتي ما خسرنا من حنان ولم تعتذر لنا ..

أنانيّة جدّا وناكرة للجميل وبخيلة جدّا وغير حنونة أبدا . كلّ تفكيرها في لباسها وحرّيتها وحياتها وجسمها ..

المشكلة أنّها ظلّت تكلّم زوج أختي هاتفيّا ليلا وكلّنا نائمون ، واجهتها فكانت تقول لي أكلّمه وبيني وبينه كلام ..

أخي انهار سلوكيّا ونفسيّا لا يعرف الصواب والخطأ والعيب والحرام والحلال ..

أمّي سبب كلّ ما حدث ..عمري سبع وعشرون سنة ، لقد ضيّعت كلّ ما هو جميل داخلي من ناحيتها ومن ناحيتي بقيت أعيش من غير أمان ولا ثقة ولا أمل في حياتي كلّها . في كلّ يوم مشاكل .. لقد تعبت ...

ما هي الإجراءات التي قمت بها لحلّ المشكلة
عملنا كثيرا أنا وأختي ..أمّي لم تحسّسنا بأيّ حبّ ولا حنان ولا ندم على ما فعلت بل بالعكس .. ظلّت تحسّسنا أنّنا لم نقدّر ما تمرّ به من ضغوط مع أبي ..

أصبحت لا أحترمها ولا أقدّرها .. لو عاملتها معاملة جيّدة فذلك من أجل ربّنا فقط .. في حقيقة الأمر أنا لا أحترمها ولا أعتبر أنّ لديّ أمّا أو أبا طيّبين ..

ماذا أفعل في حياتي ؟ .. أنا وأختي وأخي منهارون مدمّرون بسببها ..

ماذا أفعل ؟ هل أنتحر وأرتاح من كلّ هذا ؟

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة منّة
أعلم جيّدا أنّه شيء مؤلم ما حدّثتني عنه والرائع في الوقت نفسه أن تكوني على هذا القدر من التعقّل والتبصّر .
قد تضطرّين في البداية إلى الاستعانة بمستشارة نفسيّة بصفة دائمة حتّى تشرح لك الوضع المناسب ، ومن الممكن
أن تتحدّث هي للأمّ بطريقه تناسبها وتناسب الظروف التي طرأت عليها !!
ولكن دعيني أتحدّث معك عن السطور الأولى في رسالتك وهي نقد الأمّ الذي تحدّثت عنه ..ما الذي جعل هذه الأمّ المصلّية المتديّنة تصل إلى هذا التصرّف ؟ ..فلكلّ احتياج دافع ولكلّ دافع سلوك وتصرّف وتتحدّثين عن الأب العاطفي الطيّب!
ولكن ربّ الأسرة يا عزيزتي بليد عاطفيّا نتيجة لأمور كثيرة ومنها تعاطيه الموادّ المخدّرة كالحشيش ..إنّ كيان الأسرة يتفكّك ،وإنّ أحد دواعي الترابط الأسري هو طاقة الحبّ التي يبعثها الزوج والأب ..
فالجليد العاطفي هو أحد أهمّ أسباب انهيار الأسرة وهذه هي مسؤوليّة الرجل أوّلا ..
الحياة الصحيحة تقوم على كتفي الرجل الذي يمنح أمنا وسعادة ..والرجولة الحقّة هي التي تجعل المرأة تشعر بأنوثتها.
لا أعطي تبريرا لما فعلت والدتك والذي فعلته أشياء لا يستهان بها ، ولكن أريد أن أتلمّس محدوديّة هذه الأمّ بطريقة الإدراك السليم للواقع والحكم على الأمور والقيادة المستبصرة بمقتضيات الحياة .
الإنسان لا يتجزّأ والأخلاق لا تتجزّأ ، فمن كان غير أمين في حياته العامّة فهو غير أمين بشكل أو بآخر في حياته الخاصّة ... وهو بهذه النفس الطيّبة التي تحدّثت عنها عن أبيكم كان يجب أن يبعث أقصى درجات الطمأنينة في نفس زوجته .
الأخت الفاضلة : منّة ..
أعلم أنّك في موقف محزن ولكن يمكنك أن تأخذي دورا إيجابيّا في إصلاح شأن أسرتك .
والدتك تحتاج إلى علاج نفسي يحتاج إلى صبر وجهد منكم ويحتاج إلى ربّ الأسرة والعزوف عن اللامبالاة .
الرجاء إقناعها بأيّ شكل للذهاب إلى الطبيب ، ومحاولة الاتّصال بهذا الشخص الذي على تواصل معها والحديث معه حتّى يقطع تلك العلاقة الآثمة ..كذلك زوج أختك من الممكن أن يقوم بمساعدتكم .
لا تيأسي من المحاولات مرارا وتكرارا ..
أتمنّى لك كلّ الخير وأنتظر جديدك على موقعنا المتميّز .

زيارات الإستشارة:4522 | استشارات المستشار: 688

استشارات متشابهة

الإستشارات النفسية

مشكلات اخرى

الطب البديل

استشارت الطب البديل

الإستشارات الدعوية

الدعوة في محيط الأسرة

استشارات إجتماعية

على دين وخلق إلا أن راتبه ضعيف وتعليمه متوسط!

قضايا الخطبة